"إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم" — الشيخ الامام محمد الغزالي

دحض الآفة في بيان ان الرئاسة ليست كالخلافة - د. محمد خالد حمزة

لو مش فاهم يعني ايه "دحض" مش مشكلة .... صدقني دي اقل مشاكلك و لو مش فاهم يعني ايه "افة" برضه مش مشكلة لانه لن ياتي ذكرها مرة اخري
اما لو فاكر نفسك فاهم يعني ايه "خلافة" يبقي اصبر لحد ما تخلص المقالة و نشوف
المهم.....سيبنا من النحوي و الكلام الكبير لان الكلام الكبير كله جاي ورا .... اتقل علي الرز

القصة باختصار اني لما كتبت كام مقالة عن الدولة المدنية و الرئاسة و الذي منه .....في بعض الناس اعترضت ... عادي .... حقهم ... و لكن وضح ان في خلاف كبير بيننا عن موضوع الفرق بين الخلافة و الرئاسة ..... و الفرق بين الخليفة و الرئيس !!!!  المهم انا قلت اكتب المقالة دي ... الهدف من المقالة قبل ما تقراها مش اني اقارن بين الخليفة و الرئيس .... و حياة ابوك يا شيخ افهم الجملة اللي انا قلتها من شوية دي ... "هدفي مش اني اقارن بين الخلافة و الرئاسة" هدفي اني اكتب مواصفات الخليفة ... و شروطه ..... و ما ذكر فيه و عنه في الشريعة.... و انت قارن بنفسك ... و الله عايز تعتبر الخليفة بعد الكلام اللي حاقوله ده زيه زي الرئيس !!!! براحتك !!! عايز تعتبره في حاجات زي الرئيس و في حاجات مش زي الرئيس !!!! برضه براحتك ... عايز تعتبره (زي حالاتي) لا هو زي الرئيس و لا فيه من ريحة الرئيس !!! برضه براحتك.... عموما اهو كلام مفيد و ان اختلفنا في ترجمته للواقع 

انا حاحاول اختصر قدر المستطاع و اتكلم في المفيد  ... و انا اختصرت المقالة دي 10 مرات علشان ماتبقاش مملة ... اسال الله ان لا يكون المقال طويلا مملا و لا قصيرا مخلا... ربنا يستر

نخش علي المفيد 

اولا:  وجوب وجود خليفة 

يقول ابن خلدون في كتابه مقدمة ان خلدون ص191 : ان نصب الامام واجب .. قد عرف وجوبه الصحابة و التابعين
سهلة دي؟؟ اكيد سهلة ... المسلمون يجب ان يكون لهم خليفة ....ماشي يا سيدي ... يا ريت الكلام كله يبقي سهل كده


ثانيا: شروط او صفات الخليفة
هناك كثيرون وضعوا شروطا للامام او الخليفة يقول الباحثون ان من هذه الشروط شروط اجتهادية .... لذلك ذكرت فقط ما اتفق عليه العلماء من الشروط... الشروط منها ما هو بديهي و منها ما اعتقد ان الكثيرين لا يعلمه !!!ا

اختصارا هذه الشروط هي:
1-الاسلام
 يقول القاضي عياض : و قد اجمع العلماء ان الامامة لا تنبغي لكافر و لو طرا عليه الكفر فيجب عزله
و ذكر المواردي في كتابه الاحكام السلطانية و الولايات الدينية بجواز تولي اهل الذمة الوزارات
و قد كان كتاب الدواووين في عهد عمر بن الخطاب يترأسه مجوسي

بيني و بينك بالعقل يعني : اسمه : امير المؤمنين او الخليفة فكيف لا يكون مسلما؟ بس بالمناسبة صحيح خليفة (المسلمين) يختاره (المسلمون) و يبايعه (المسلمون) ليحكم(بلاد) المسلمين  ... واخد بالك من اللي بين الاقواس؟

2- العقل

3- الذكورة

4- العدالة
 فلا يجوز ان يكون الخليفة نصاب او حرامي طبعا..  و لكن العلماء  قالوا في هذا الامر : انه امر نسبي ... و لو ان خليفة تغلب علي المسلمين و لم يكن عادلا فلا بأس في اتباعه طالما اقام الصلاة

5- العلم
يعني المفروض ان يكون الخليفة مجتهدا في تحصيل العلم او في الرجوع الي اهل العلم عندما يستعصي عليه امر

6-البلوغ

7– الحرية

 8– سلامة الحواس

9- يتبقي شرط واحد اثار جدلا قديما و حديثا  و هو الشرط الذي نصت عليه احاديث صريحة و صحيحة وهو الشرط اللي قلت لحضرتك فيه اني اشك ان كثيرا يعلموه و هو ان يكون الخليفة من قريش!!! و قد يبدو هذا الشرط غريبا و لم يسمعه كثيرون و لكن دعني اورد لك راي العلماء ي هذا الامر

يقول النووي : انعقد الاجماع في زمن الصحابة و التابعين و من بعدهم بشرط كون الخليفة من قريش .... المصدر : صحيح مسلم بشرح النووي الجزء 12 ص 199

و يقول القاضي عياض : اشتراط كونه قرشيا هو مذهب العلماء كافة : اي انه اجماع علماء الامة ... المصدر : صحيح مسلم بشرح النووي ص 480-481 طبعة دار الشعب

اما الادلة علي ذلك فهي واضحة صريحة في احاديث النبي صلي الله عليه و سلم و يكفي ان اقول لك ان البخاري جعل بابا في صحيحه اسمه : باب الامراء من قريش و ذكر فيه احاديث عدة ... اذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر

1- قال صلي الله عليه و سلم : ان هذا الامر في قريش .. لا يعاديهم فيه احد الا كبه الله علي وجهه في النار ما اقاموا الدين ... البخاري
2- و قال ايضا :الناس تبع لقريش في هذا الشان... البخاري
3- و قال : لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي منهم اثنان و في رواية مسلم : ما بقي من الناس اثنان... البخاري و مسلم
4-  و قال : الائمة من قريش ..... صححه الالباني
او كما قال صلي الله عليه و سلم

و ليس هناك اختلاف بين اهل السنة و الجماعة في وجوب ان الامام او الخليفة يجب ان يكون من قريش و الذي خالف في هذا الامر هم  الخوارج و المعتزلة


ثالثا :كيف يتم تنصيب الخليفة؟؟ ... يعني بالبلدي كيف يصبح الرجل خليفة للمسلمين؟

هناك طريقتين مشروعتين و طريقة غير مشروعة... الطريقتين المشروعتين  هما :
1- عن طريق اهل الحل و العقد
و علشان تفهم مين هم اهل العقد و الحل ( بالبلدي كده دول يعتبروا مجلس الحكماء) و يشترط انهم يكونوا من خيار اهل الامة (اسلاما) و فهما و كفاءة ... يعني في زمن الصحابة كانوا كبار الصحابة و اكثرهم فهما و علما  و اهل الحل و العقد هم من يختاروا الامام او الخليفة  ... و قال البعض انه يجوز لاهل الحل و العقد ان يعزلوا الامام

فاذا اختار اهل الحل و العقد اماما يجـــــــــــــــــب علي كل المسلمين ان يبايعوا هذا الامام و من لم يبايع من المسلمين هذا الامام صار خارجا عن الجماعة
اي ان اختيار اهل الحل و العقد للامام يصبح اختيار اجباري علي الامة  
اما بعض العلماء و منهم ابن تيمية يقول ان اختيار اهل الحل و العقد ليس ملزما .... و هذا الخلاف اجتهادي
و بالراحة و قبل ما نتخانق سبب هذا الخلاف اصلا : انه في تاريخ الامة لم يختر اهل الحل و العقد خليفة الا و بايعه المسلمون ... لذلك فسر البعض هذا ان اختيار اهل الحل و العقد ملزم .. و راي البعض انه غير ملزم

و قد يختار اهل الحل و العقد ان يخيروا الامة مثلما فعل عبد الرحمن بن عوف حين خير الناس بين علي و عثمان رضي الله عنهما ... (صورة مصغرة للانتخابات) !!!ا

و في كل الاحوال ليس فرضا  ان يكون الاختيار من الامة كلها ... ففي حالة اختيار سيدنا عثمان للخلافة لم تشترك الامة كلها في هذا الاختيار !! بل اكتفي عبد الرحمن بن عوف باخذ راي اهل المدينة فقط


الطريقة المشروعة الثانية : الاستخلاف او العهد
يقول النووي في شرحه لصحبح مسلم  الجزء الرابع ص 485 : و قد اجمع العلماء علي جواز الخلافة بالاستخلاف
و هي مثل ما عهد ابو بكر بالخلافة لعمر و مثل ما عهد عمر الي 6 من الصحابة ان يختاروا الخليفة من بينهم
و للخلافة عن طريق العهد و الاستخلاف شروط .. لا مجال لذكرها

الطريقة الثالثة و هي غير مشروعة
و هي القهر ... ان يقهر احد الخليفة فيجبر المسلمين علي اتباعه .. و لان دفع الضرر مقدم علي جلب المنافع .. فيصير هذا الرجل خليفة رغم انه جاء بطريقة غير مشروعة ... و يصبح المسلمون مضطرون لاتباعه... و هذا الخليفة الذي يأخذ الخلافة بالقهر و الغدر انما هو ملعون من الله  و ما اتباعه الا اضطرارا


رابعا :هل يجوز وجود اكثر من خليفة في وقت واحد علي مستوي الدولة الاسلامية ؟
السؤال دا مهم شويتين و محتاج تركيز

ذهب جمهور العلماء انه لا يجوز ان يوجد اكثر من خليفة للمسلمين

اي ان المسلمين في مشارق الارض و مغاربها لا يجوز ان يكون لهم الا خليفة واحد!!! طبعا الكلام شكله غريب و لكن هذا هو الاصل ... لا يكون المسلمون في مشارق الارض و مغاربها الا تحت راية خليفة واحد فقط

و بهذا قال ابن حجر في الفتح جزء 12 ص 158 و استدل بقول عمر بن الخطاب للانصار : هيهات  انه لا يصلح سيفان في غمد واحد
و نقل هذا الاجماع كثير من العلماء كالنووي و القرطبي و ابن حزم و الجويني
 و ادلتهم في ذلك احاديث الرسول

روى مسلم أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر

 وروى مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:من أتاكم وأمرُكُم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم، أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه

وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:اذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما

 و روى مسلم أن أبا حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين، فسمعته يُحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فُوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم
و كل هذه الاحاديث و غيرها جعلت اهل العلم يقولون انه لا  يجوز وجود اكثر من خليفة في بلاد المسلمين


خامسا :هل يجوز الخروج عن الخليفة؟

 يقول شيخ الاسلام ابن تيمية : كل من خرج على وال مسلم يظن انه سيصلح افسد اكثر مما يصلح 

وقال الطحاوي :ولانرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولاندعوا عليهم ولاننزع يداًُ من طاعة ونرى طاعتهم في طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية , وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة --- شرح الطحاوية ص371

و يقول الشيخ ال شيخ :  الحاكم قسمان مسلم وغير مسلم اما المسلم فلا يجوز الخروج عليه مادام اسم الاسلام باقيا عليه لا يجوز مطلقا لاي سبب من الاسباب كما جاء في الحديث قال افلا نقاتلهم قال لا ما صلوا... لانها شعار الاسلام الظاهر وقال في الحديث الاخر قال افلا ننابذهم قال عليه الصلاة والسلام لا الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان لهذا اهل السنة والجماعة قاطبة .. يقولون ان الحاكم المسلم لا يجوز الخروج عليه لان بقاءه فيه الخير الكثير 
بمعني ان الكفر البواح : هو كفر القلب و الافعال و اللسان ... اي طالما قال الحاكم انه مسلم فهو مسلم ... و ان اتي بغير الاسلام في افعاله صار منافقا و لا يجوز الخروج عليه

و استدل هذا الفريق باحاديث النبي صلي الله عليه و سلم ... و نذكر منها امثلة 

1-قال الرسول صلى الله عليه وسلم  لما سأله رجل :يانبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه ثم سأله في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس فقال صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ماحملتم ..... رواه مسلم 1846


2-قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟ قال : تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع رواه مسلم  1847

3-قال النبي صلى الله عليه وسلم : من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه ,فإنه ليس من أحد من الناس يخرج من السلطان شبراً فمات عليه , إلا مات ميتة جاهلية رواه مسلم 1849 ورواه البخاري  7053

و اجمع العلماء ان عزل الخليفة لا يكون الا باهل الحل و العقد و ان اهل الحل و العقد هم الفئة الوحيدة المسموح لهم بذلك




انتهي الكلام ...و انا حاولت الخصه علي قد ما اقدر ... قد نختلف  او نتفق في تطبيق هذا الكلام ... و لكن نتفق ان الكلام ده مهم و كان ضروري نفهمه

سؤالي : هل دولة الرئاسة المدنية = دولة الخلافة الاسلامية؟
هل الرئيس في دولة الرئاسة المدنية = الخليفة في دولة الخلافة الاسلامية؟

لو انت شايف ان الاثنين زي بعض ... اوكي ... آز يو لايك ... نو بروبلم
بس بصراحة انا مش شايف الاتنين زي بعض

عموما دا رايي ... و ادينا بنستفيد من بعض

الي اللقاء في موضوع اخر و هو : اهل الحل و العقد -- الشوري-- الديموقراطية

:))

و السلام ختام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قال عمر المختار:

انني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح.